تشارك هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وهي الجهة الحكومية المختصة في مجال المسح الجيولوجي والتنقيب عن المعادن والدراسات المتعلقة بعلوم الأرض، الاحتفال مع جميع أجهزة القطاعات الخاصة والعامة المدنية والعسكرية بالذكرى التاسعة والثمانين لليوم الوطني السعودي، وذلك من خلال فرقها البحثية الجيولوجية المنتشرة بالمواقع الحقلية المختلفة لمتابعة الأعمال والمشاريع التي تنفذها الهيئة بمختلف مناطق المملكة. فقد تم إرسال فرق عدة جيولوجية إلى بعض مواقع عمل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الحقلية، حيث تنجز معظم مشاريع الهيئة، لتقوم تلك الفرق بمتابعة العمل في مناطق مختلفة من المملكة، ومنها الحقل البركاني حرة خيبر، الذي تبلغ مساحته 14 كيلومترا مربعا شمالي المدينة المنورة. وقد ذهب الفريق الأول لجمع البيانات اللازمة عن كهف أم جرسان، النفق البازلتي الذي يقدر عمره بثلاثة ملايين سنة، ويعتبر إرثاً وطنياً ومَعلماً جيولوجياً مهماً كونه أطول كهف في العالم العربي، إذ يصل طوله إلى نحو 1500 متر طولي. كما قام الفريق المساحي بهيئة المساحة الجيولوجية، ممثلا برئيس القسم علي الصعيدي، بعمل المسح ثلاثي الأبعاد بواسطة جهاز المسح بالليزر الذي يعد أحدث ما توصل له العلم في التقنيات المساحية على مستوى العالم، حيث قام بمسح ثلاثي الأبعاد لكامل تفاصيل الكهف بسرعة عالية ودقة متناهية لاستخراج الخرائط التوضيحية للكهف، ما يسهم في خدمة الأبحاث والدراسات الجيولوجية. وفي السياق نفسه أشار رئيس قسم الكهوف محمود الشنطي إلى أن ما تقوم به الهيئة من مشاريع يواكب الرؤية الطموحة للتحول المستقبلي للبلاد التي أعلنتها القيادة الحكيمة، لحكومة المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن السياحة الجيولوجية تساعد في تحقيق الأهداف الاقتصادية لبلادنا، حيث تشكل الكهوف محط جذب وانتباه كبير وعالمي للسياح.
وتعليقا على هذه المناسبة الوطنية الغالية علينا قال الجيولوجي وسيم الظاهري: «نتشرف بأن نحتفل باليوم الوطني أثناء العمل الحقلي من المواقع ذات الأهمية لتحقيق إستراتيجية التعدين التي من شأنها خدمة خطط ومصالح وطننا الحبيب». وكان من ضمن الفرق الفنية العاملة بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجيولوجي هيثم برنجي من قسم الجيولوجيا البيئية، الذي قام بإجراء مسح إشعاعي أرضي لبعض منكشفات صخور الجرانيت، لتحديد احتمالية وجود مواقع يمكن استغلالها في إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية، حيث توجد منكشفات هذه الصخور الجرانيتية في الدرع العربي الممتد على البحر الأحمر، وفي المنطقة الغربية من المملكة، ويمكن استغلال هذه الصخور في إنتاج طاقة متجددة نظيفة، بما يتجاوب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المستدام. ودعما لتنفيذ مبادرات إستراتيجية التعدين الشاملة، التي تطمح لرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، تقوم إدارة التنقيب في هيئة المساحة الجيولوجية بتقييم المواقع المتمعدنة في ربوع الوطن، وتعتبر هذه خطوة مهمة لتطوير المواقع الواعدة في الدرع العربي الغني بالموارد التعدينية، حيث يعتبر الدرع العربي من أقدم الدروع في العالم، ويحتوي على صخور عمرها أكثر من 850 مليون سنة.